في قلب التاريخ الإيراني المعاصر، يبرز يوم 4 تشرين الثاني/نوفمبر كيوم وطني خالد لمكافحة الاستكبار العالمي، يوم تتجسد فيه روح الثـ.ـورة الإسلا مية وإرادة شعب إيران الأبي في مـ..ـواجهة قوى الظلم والطغيان. هذا اليوم، الذي يُحيي ذكرى الاستيلاء على وكر التجسس الأميركي في طهران عام 1979م، ليس مجرد تاريخ عابر في التقويم، بل هو رمز حيّ للكرامة الوطنية والاستقلال الحقيقي، يعكس عمق الوعي الشعبي بأهمية المـ..ـقاومة ضدّ الهيمنة الأميركية والصهـــيونـ.ـية. إنه يوم يتجدد فيه الـ.ـعـ.ـهد بالصمود، ويُلهم الأجيال الجديدة قيم الشجاعة والتضحية، محولًا إيران إلى منارة للشعوب المضطهدة في العالم أجمع.
کما أن المناسبة تذكرنا بذلك اليوم الذي وقف الطلبة فيه بوجه نظام الشاه العميل لأميركا أيام الثـ.ـورة الإسلا مية، مؤكدين شعار الشعب الاستقلال والحرية، مقدمين الشـ.ـهداء الطلبة في هذا الطريق.
كما يصادف هذا اليوم ذكرى نفي الإمام الخميني قدس سره الشريف الذي وقف بوجه نظام الشاه البائد معترضًا على قانون الحصانة للأميركيين (الكابيتولاسيون) وتأكيده على منع التدخل الأجنبي وحفظ كرامة الشعب، ولكن النظام البائد ظن أنه بنفي الإمام سيوقف حركة الثـ.ـورة ولكنها استمرت وانتصرت بنـــصـر إلهي عظيم.
يأتي هذا اليوم في سياق تاريخي مشرق، حيث أصبحت إيران، بفضل ثورتها الإسلا مية بقيا دة الإمام الخميني رضـ.ـوان الله تعالى عليه، نموذجًا للتحرر من نير الاستعمار والاستكبار.
إن السيطرة على وكر التجسس الأميركي على يد طلبة الجامعات كان رد فعل طبيعيًّا على عقود من التدخلات الأميركية في شؤون إيران، من انقلاب 1953م ضدّ حكومة مصدق، إلى دعم الشاه الديكتاتوري الذي باع ثروات الشعب للغرب.
في ذلك اليوم، أعلن الشعب الإيراني بصوت مدوٍّ: "لا للهيمنة الأميركية!"، وتلك الحادثة العظمية التي سماها الإمام الخميني الراحل الثـ.ـورة الثانية قد منعت أميركا من الاستمرار بمؤامراتها ضدّ الشعب وثورته، واليوم حوّل الشعب وكر التجسس الأميركي إلى متحف يروي قصص الجــ..ــرائم الأميركية، ويذكّر العالم بأن الشعوب الحرة لا تركع أمام الغطرسة الاستكبارية.
إن أهمية هذا اليوم تكمن في تعزيز روح المـ..ـقاومة، تلك الروح التي غرستها الثـ.ـورة الإسلا مية في نفوس الإيرانيين والأحرار في العالم، جعلتهم يواجهون أعتى القوى العالمية بثبات أسطوري.
أميركا، تلك القوّة الاستكبارية، حاولت مرارًا كسر إرادة إيران عبر الحــ..ــصــار الاقتصادي الجائر، والعقوبات الظالمة، والحروب بالوكالة، لكن شعب إيران رد بصمود يفوق الجبال.
منذ انتـ..ــصـار الثـ.ـورة، تحولت إيران إلى قوة إقليمية لا تُقهر، ما أذلّ أميركا وكشف ضعفها أمام إرادة الشعوب.
إيران، منذ بدء النهضة الإسلا مية بقيا دة الامام الخميني(رض) وحتّى اليوم بقيا دة الإمام الخامنئي دام ظله، أعلنت موقفًا ثابتًا في مـ..ـواجهة الاحتـ.ـلال الصهـــيونـ.ـي، ليس كشعار، بل كسياسة عــ..ــمـلـيـة تدعم المـ..ـقاومة بوجه الـ.ـعـ..ـدوّ الصهـــيونـ.ـي.
هذه الروح المـ..ـقاومة ليست وليدة الصدفة، بل هي امتداد لتاريخ إيران العريق في مـ..ـواجهة الغزاة.
الشعب الإيراني، بفضل إيمانه العميق بالإسلام والولاية، يرى في المـ..ـقاومة جـ..ـهادًا في سبيل الله، في كلّ عام، تخرج الملايين إلى الشوارع في مسيرات هادرة، تهتف ضدّ أميركا ووكيلها الصهـــيونـ.ـي، تعبيرًا عن الإصرار على الاستقلال.
في عصرنا هذا، حيث يحاول الاستكبار العالمي إخماد شعلة الصمود عبر الحروب الناعمة، ولكن يبرز هذا اليوم كمنارة هدى، إنه يذكرنا بأن أميركا، رغم قوتها العسـ..ـكرية، قد انهارت أمام إرادة شعوب العالم في مراحل مختلفة خلال العقود الأخيرة، كما أن نفس المصير يجربه الـ.ـعـ..ـدوّ الصهـــيونـ.ـي وهذا يبرز في هزائمه المتكرّرة.
هذا اليوم يعزز الوحدة الوطنية، حيث يجتمع الشعب تحت راية الاتحاد المقدس، مؤكدًا أن المـ..ـقاومة ليست خيارًا، بل واجب شرعي ووطني.
وفي ظل التحديات الذي يخلقها الغرب، يظهر الشعب الإيراني إبداعًا في الاكتفاء الذاتي، محولًا العقوبات الجائرة إلى فرصة للتقدم العلمي والتكنولوجي، اليوم التقدم الإيراني كله ثمار هذه الروح المـ..ـقاومة.
روح المـ..ـقاومة للشعب الإيراني انتقلت إلى قلوب الملايين في العالم، محولة اليوم الوطني لمكافحة الاستكبار العالمي إلى يوم عالمي تحتفي به الشعوب المستضعفة والحرة، وخير دليل على ذلك هو خروج الشعوب في مختلف دول العالم ضدّ السياسات الاستكبارية الأميركية وحـ..ـرب الإبادة الجماعية الصهـــيونـ.ـية وتأييدًا ونـــصـرة للشعب الفلسـ.ـطيني.
هذا اليوم هو يوم الاحتفاء بروح المـ..ـقاومة والعزة والكرامة والاستقلال، التي تواجه أميركا و"إســـ.ـرائــيـل" بكلّ بسالة وإيمان، إنه يوم يتجدد فيه الـ.ـعـ.ـهد بالنـــصـر.
في هذا الإطار، التقى موقع الـ.ـعـ.ـهد الإخباري الدكتور موسى حقاني الأمين العلمي لمؤتمر نحن والغرب في فكر الإمام السـ.ـيـ.ـد علي الخامنئي الذي سألناه عن هذا التحول العالمي للشعوب تجاه الاستكبار العالمي حيث قال: اليوم الوطني لمكافحة الاستكبار العالمي اليوم تحول إلى يوم عالمي، مـ..ـقاومة الشعب الإيراني وتقدم الشعب الإيراني في مكافحة الاستكبار العالمي جعلت أبعاد هذه المكافحة تتجاوز حدود إيران.
وأضاف "عندما طالب الناس في بلادنا بحركة تأميم صناعة النفط في بداية الخمسينيات من القرن الماضي، تأثرت كلّ هذه المنطقة بإيران، لهذا توصل الأميركيون والغرب إلى نتيجة مفادها أنه يجب إيقاف تدفق حركة تأميم صناعة النفط في أســـ..ــــرع وقت ممكن، وقاموا بذلك بانقلاب عسـ..ـكري أميركي".
وقال الدكتور حقاني: "الثـ.ـورة الإسلا مية لها أبعاد وكلام أساسي للعالم، من هذا المنظور كانت الثـ.ـورة الإسلا مية تسعى لتحرير إيران من سيطرة الاستعمار والاستبداد، وكذلك كان لها اهتمام بقضية بناء حضارة، أي أن مواجهتنا مع الغرب هي مـ..ـواجهة حضارية أيضًا، ليست مجرد دولة أو حكومة تتصارع مع حكومة، في هذا التقابل الحضاري عندما انتشرت رسالة الإمام الخميني ورسالة الثـ.ـورة ورسالة الإمام الخامنئي في التحولات المختلفة، الشعوب الحرة المنتظرة لرسالة الثـ.ـورة الإسلا مية كانت تستمع لهذه الرسالة، وهذا يعود إلى 150 عامًا من الانتظار، الانتظار هو أن يأتي أحد ليرفع هذه الراية النضالية، والآن أصبحت عالمية، وفي دول مختلفة في أميركا اللاتينية وفي الدول الأوروبية نفسها وأميركا حيث بتنا نرى هذا التيار الطالب للحق يواجه الاستكبار العالمي".